کد مطلب:239383 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:215

من خلال الاحداث ..
كل ذلك یكشف عن مدی تبرم الناس بحكم بنی أمیة، و بسلطانهم، الذی كان قائما علی أساس من الظلم و الجور، و الابتزاز، و التحكم بمقدرات الأمة، و امكاناتها .. و یتضح لنا ذلك جلیا اذا لاحظنا :

أن ما كان یتقاضاه الولاة لا یمكن أن یخطر علی قلب بشر ؛ و یكفی مثالا علی ذلك أن نشیر الی أن خالدا القسری، كان یتقاضی راتبا سنویا قدره »20« ملیون درهم، بینما ما كان یختلسه كان یتجاوز



[ صفحه 24]



ال»100« ملیون [1] و اذا كان هذا حال الولاة، فكیف تری كان حال الخلفاء، الذین كانوا یحقدون علی كل القیم، و المثل، و الكمالات الانسانیة.. و الذین وصف الكمیت رأیهم فی الناس، فقال:

رأیه فیهم كرأی ذوی الثلة فی الثائجات جنح الظلام .

جز ذی الصوف و انتقاء لذی المخة، نعقا و دعدعا بالبهام [2] .

نعم .. لقد كانت الأمة قد اقتنعت اقتناعا كاملا و نهائیا : بأن بنی أمیة لیس لهم بعد حق فی أن یفرضوا أنفسهم قادة للامة، و لا روادا لمسیرتها ؛ لأن نتیجة ذلك ستكون - حتما - هی جر الامة الی الهاویة، حیث الدمار و الفناء ؛ فلفظتهم، و انقلبت علیهم، تأخذ منهم بعض الحقوق التی لها عندهم . الی أن تمكنت أخیرا من أن تخلی منهم الدیار، و تعفی منهم الآثار ..


[1] السيادة العربية ص 32، ترجمة الدكتور حسن ابراهيم حسن، و محمد زكي ابراهيم . و في البداية و النهاية ج 9 ص 325 : أن دخل خالد القسري كان في كل سنة »13« مليون دينار، و دخل ولده يزيد بن خالد كان »10« ملايين دينار سنويا . و لا بأس بمطالعة كتاب السيادة العربية، ليعرف ما أصاب الناس، و خصوصا العراقيين و الخراسانيين في عهد الامويين.

[2] الهاشميات ص 27 ،26 . و الثلة : القطعة الكثيرة من الضان . و الثائجات : الصائحات . و انتقاء : اختيار . و أراد بذي المخة : السمينة . و نعقا : أي صياحا . و الدعدعة : زجر البهائم ..

يقول : رأي الواحد من هؤلاء الخلفاء في رعيته، و معاملته لها كرأي أصحاب الغنم في غنمهم ؛ فلا يراعون العدل، و لا الانصاف فيهم.